Powered By Blogger

الخميس، 26 ديسمبر 2013

الى كل متخاذل


الى كل متخاذل 

أرسل له في مناسبة قدوم العام الجديد معايدة...

أيها المتخاذلين الجبناء من البشر 

كل عام وأنتم أتمنى لكم في يوم من الأيام أن تشبهون البشر ...

يا عربّ مات فيهم الشرف واحتضرّ

يا عربّ صرخ فيهم الوطن حتى كفرّ 

يا عرب تاجروا بربهم ودينهم في ليلة القدرّ

يا عرب صارت الخيانة عندهم وجهة نظرّ

كل عام وأنتم أتمنى لكم في يوم من الأيام ان تكونون من البشر ..

يا وطناً سرقوا منه الأمنّ والأمان 

يا أرضاً بصقوا عليها في أقلّ من ثوان

يا ديناً جديداً أخترعوه لم نعرفه في الأديان 

يا شعباً انقسمّ على نفسه بين إنسان وحيوان

كل عام وأنتم أتمنى أن تكونون من البشر 

يا من صرتّم مضحكّة للبشرية 

ووصمّة عارّ على جبين الانسانية

رفعتمّ كلّ شعارات العدالة والحرية

وأنتم تلهثون مثل الكلاب لأجل حورية 

كل عام وأنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر

يا أمة عربية تحت التراب مؤودة

وكل أبوابها المفتوحة صارت مسدودة

ومن كثرة النكاح والنباح صارت مهدودة

وكل تاريخها العريق باعته في أيام معدودة

كل عام وأنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر 

يا أمة عربية صارت في نظر الناس مُجرمة 

أمة تقتل أبنائها كي تحافظ على أوطانها المسممّة

أمة تلهث وراء شهوتها مثل كلبة تركض وراء عظمة

وتغمض عيونها وتفتح سجونها لأن الشرف فيها صار تهمة

كل عام وأنتم أتمنى أن تكونون بشر 

يا أمة صار الوطنّ فيها لعبة والدّين مصلحة وتجارة 

أمة تعرف أن تركبّ النساء ولا تركبّ ركبّ الحضارة

أمة كلّ حواراتها الثقافية تدور حول الجنسّ والتختّ والدعارة 

أمة كلّ شرفها العظيم صار محصور بشيء اسمّه غشاء البكارة

كل عام و أنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر 

يا قلوباً أقسّى من الحجرّ

يا عقولاً أسمنّ من البقرّ

يا أمة أنشقّ في زمانها القمر

ومازالت حتى يومنا هذا

تعيش تحت الأرض في الحفر ..؟؟"

السبت، 21 ديسمبر 2013

حلول الاستعمار الأمريكي محل بريطانيا وفرنسا في العالم العربي


حلول الاستعمار الأمريكي محل بريطانيا وفرنسا في العالم العربي

أمريكا تدخل المنطقة وتحصد أكبر غنيمة في التاريخ :

فلنعد لتتبع سريع لمسار تاريخ علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة العربية، كي نرصد الخط العام لحقيقة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية في إطارها . فالتاريخ دائما يقض سكينة ونوم أعدائه، وفيه لشعوبنا بوصلة هادية للطريق.
دخلت المنطقة في دائرة اهتمام الولايات المتحدة الشديد، منذ بدايات القرن العشرين، مع ظهور مؤشرات تمتع منطقة الخليج بمخزون هائل من البترول. تزامن ذلك مع ما أظهرته خبرة الحرب العالمية الأولى من خطر اعتماد الولايات المتحدة ودول الغرب الصناعي على احتياطيات البترول الأمريكي لتلبية الاحتياجات المتزايدة عليه، وضرورة الحصول "السيطرة" على مصادر خارجية.
على صعيد آخر أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن قيادة المنظومة الرأسمالية العالمية تتوقف إلى حد كبير على من يفرض سيطرته على مصادر إنتاج البترول الخارجية.

وكما شكلت قناة السويس في مصر حالة نزاع طويل بين أقطاب الاستعمار القديم لفرض السيطرة عليها وتأمينها، شكل البترول العربي حالة مماثلة لكن في ظروف تطور جديد للرأسمالية العالمية كان أهم قسماته نمو مضطرد للرأسمالية الاحتكارية الأمريكية أمام تراجع تدريجي لقوى الرأسمالية الاحتكارية الممثلة بدول الاستعمار القديم "بريطانيا وفرنسا" الأمر الذي سهل على الولايات المتحدة قيامها في بادئ الأمر بمزاحمة بريطانيا في استغلال موارد البترول العربي ، ثم تقاسمها، ثم هيمنتها شبه الكاملة عليها.
وقد نجحت الولايات المتحدة إذن في الوثوب إلى المنطقة العربية منذ بدايات القرن العشرين انطلاقا من منطقة الخليج العربي البترولية عبر إزاحة بريطانيا برفق أولاً ثم بغلظة.


وحسبما جاء في كلمات وزارة الخارجية الأمريكية اعتبرت المملكة السعودية " المصدر الهائل للقوة الإستراتيجية وأحد أعظم الجوائز المادية في التاريخ العالمي"، فجعلت تلك المنطقة – منطقة الخليج العربي – من أهم مناطق نفوذها في العالم وقاعدة تغلغلها في بقية أجزاء الوطن العربي بعد ذلك.
بدأت الولايات المتحدة في الحصول على موطئ قدم في منطقة الخليج العربي منذ عام1900 عن طريق إرسال بعثات تبشيرية حددت نشاطها في الأمور الثقافية والتعليمية والطبية كمصدر رئيسي للمعلومات عن المنطقة وكوسيلة للاتصالات بآلاف العامة من الناس. وقد قام هؤلاء المبشرون بتمهيد الأجواء لرجال أعمال الزيت.

الأهم من ذلك في إعلان المبادئ "لويلسن" وما خص الشعوب المستعمرة منها في تأكيد حق تقرير المصير" بحيث ل تصبح تلك الشعوب تباع وتشتري على موائد السياسة شأنها في ذلك شأن السلع سواء بسواء" ، وما مثلته من ركيزة سياسية لطمأنة تلك الشعوب – ومنها الشعوب العربية – لسياسات الولايات المتحدة عالميا وقبولها لها بل والترحيب بها كنصير قوي لحقهم في الاستقلال. ولأنه ليس لها أطماع سياسية مثل دول الاستعمار القديم !!

اغتصاب فلسطين بوابة الحلول الاستعماري الأمريكي في المنطقة :


بات ملحا على السياسة الأمريكية – بعد تحقيق وثوبها إلى منطقة الخليج العربي – أن تعمل على حماية وتأمين مصالحها في البترول، من المنافسة الاستعمارية الضارية عليه من جانب والأهم من شعوب المنطقة العربية
عرض التصريح قبل أن يعلن على الرئيس الأمريكي "ويلسون" الذي أقره، ثم قررت دول الحلفاء الرئيسية – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا – أن تعهد لبريطانيا بالانتداب على فلسطين وأن تكون حكومة الانتداب مسئولة عن وضع تصريح "بلفور" موضع التنفيذ، كما أعتمد الكونجرس تصريح بلفور بقرار مشترك في 20 يونيو 1922، ثم أعيد تأكيد ذلك في ديسمبر 1924 بمقتضى الوفاق الأمريكي البريطاني بشأن النتداب على فلسطين.

الحقيقة أن زعماء المشروع الصهيوني عندما وجدوا في الولايات المتحدة قائدا قادما بقوة لرأس المال الدولي المهيمن على حساب بريطانيا التي أيقنوا زوال شمس إمبراطوريتها، وعندما وجدوا تبني رأس المال الأمريكي ممثلا في دولته – في إطار سعيه لقيادة الرأسمالية العالمية – لمشروعهم الذي سترتكز عليه إستراتيجيته في المنطقة العربية، نقلوا نشاطهم السياسي إلى الولايات المتحدة 
وعلى ذلك نستطيع القول بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تولت أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية – الدور الأساسي في اغتصاب فلسطين


الثابت والمتغير في السياسة الأمريكية :

منذ اغتصاب فلسطين، واصلت الولايات المتحدة، بوتائر أعلى، قيادة الإمبريالية العالمية في تحمل عبء النفقات الهائلة لتعزيز الكيان الصهيوني.
الثابت : استمرار وتشديد السيطرة الاستعمارية الأمريكية وضمان أمن إسرائيل كمحور أساسي في نظام هذه السيطرة وأداة أساسية من أدواتها من خلل تثبيتها وتقديم كل أنواع الدعم التي تضمن تفوقها على سائر الدول العربية مجتمعة.... لماذا؟


ما بعد هزيمة يونيو 1967 وشعار إزالة آثار العدوان :

يتضح تماما مما سبق أن السبب الرئيسي لحرب يونيو 1967 هو سعي أمريكا لإخضاع مصر وسوريا وغيرهما من الدول العربية التي تنهج نهجا تحرريا وطنيا لمشيئتها، وأن إسرائيل شنت هذه الحرب تحديدا نيابة عن أمريكا وتحقيقا لهدافها المباشرة. ومن هول الهزيمة التي فاقت أسوأ التوقيعات احتجبت هذه الحقيقة التي كانت واضحة تماما قبل الحرب خلف المكتسبات المباشرة وغير المباشرة الهائلة التي جنتها إسرائيل من هزيمتنا.
بعد الهزيمة أيضا لعبت الولايات المتحدة الدور الرئيسي والحاسم لمنع مجلس الأمن الدولي من اعتبار الحرب عدوانا إسرائيليا علي الدول العربية وإنما نزاعا عربيا إسرائيليا. فحالت دون صدور قرار يدين العدوان أو يدعو إلي الانسحاب غير المشروط للقوات المعتدية، بل أصدرت أمريكا بيانا يحمل مصر مسئولية الحرب، وأجبرت مجلس الأمن علي إصدار قراره الشهير 242 الذي كافأ المعتدي علي عدوانه.


أن العلاقة بين المخططات الأمريكية الاستعمارية في العالم العربي وبين المشروع الصهيوني هي علاقة ارتباط وثيقة ومباشرة ، ويخضع الثاني للأولي . ولكل مرحلة من مراحل التوسع الاستعماري الأمريكي المرحلة التي تناسبها من مراحل تطور المشروع الصهيوني. ويلتقي الاثنان حول هدف استراتيجي دائم ما بقيت الإمبريالية، هو أن وجود دولة قوية صهيونية تجمع اكبر عدد من يهود العالم الذين أعمت الصهيونية بصيرتهم علي أرض فلسطين، هو الضمان والملاذ الأخير لحماية المصالح الاستعمارية عندما تعجز الجيوش الأمريكية أو غيرهما من جيوش الاستعمار العالمي عن البقاء في المنطقة.


الانتفاضة الفلسطينية تواجه نهج كامب ديفيد وآثار حرب الخليج 1991

ترك خروج مصر من قوي المواجهة العربية لإسرائيل آثاره السلبية العميقة والسريعة علي الدول العربية كافة. ففضلاً عن الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني وحصار بيروت 1982 دون أن تحرك أي من هذه الدول ساكنا، تقاطعت مواقف جبهة " الصمود والتصدي" مع موافق حلف كامب ديفيد في إزكاء نيران الحرب العراقية الإيرانية التي حرضت أمريكا علي إشعالها. وقبل حرب الخليج 1991 كانت المقاطعة العربية للسلطة المصرية وجبهة الصمود والتصدي قد انتهتا. وسرعان ما تشجع المؤيدون في سريرتهم لكامب ديفيد وحسم المترددون ترددهم وقبلوا الأسس الأمريكية الإلزامية لتسوية قضية الأراضي العربية المحتلة في يونيو 1967. وساقت أمريكا ، في ظلل الهزيمة العربية التي مثلها تدمير أمريكا للعراق وفرض الحصار عليه وحشودها العسكرية الهائلة في المنطقة الدول العربية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلي مؤتمر مدريد 1991. أسفر المؤتمر والأسس التي اعتمدها عن عقد اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل 1994 لكي تؤدي الدولة الأردنية دورا سافرا في خدمة التحالف الأمريكي الصهيوني وتطبيع العلاقات العربية مع العدو الإسرائيلي والدفع في اتجاه عزل الثورة الفلسطينية وتصفيتها، كما أسفر عن عقد اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في نهاية 1


احتلال العراق، إسرائيل في الأسباب والنتائج

أن كان دعم إسرائيل وخلق أوضاع سياسية وعسكرية جديدة في المشرق العربي أكثر مواتاة لإسرائيل في عدوانها علي الحقوق العربية أحد السباب الأساسية لاحتلال العراق، فإنها ستكون أيضا أحد المستفيدين الأساسيين بل المستفيد الأساسي، بعد أمريكا، ما لم تقل بنفس قدر استفادة أمريكا من تحول الأخيرة إلي قوة إقليمية تحكم حكما مباشرا أكبر دول المشرق العربي وتنشر قواعدها العسكرية في معظم دولة.


فعلي مستوي الترتيبات الأمريكية – المعلنة للمنطقة استنادا لاحتلالها العراق فإن إسرائيل محور أساسي فيها جميعا.


-إخضاع سوريا ولبنان إخضاعا تاما للسيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية الأمريكية باعتبارهما دولتين من دول المنطقة التي قررت أمريكا احتكار السيطرة عليها.
- إجبار الدول العربية كافة علي تغيير جوانب محددة في مناهج التعليم والخطاب الديني لتخليصهما من المفاهيم المعادية للاستعمار الجديد وإسرائيل والصهيونية .
-السيطرة الاقتصادية الأمريكية الشاملة علي العالم العربي والتي يجسدها، بعد السيطرة علي البترول العربي ونهبه، إقامة منطقة حرة أمريكية شرق أوسطية تضم إسرائيل و22 دولة من دول المنطقة وتعطي لإسرائيل دورا محوريا كشريك لأمريكا في السيطرة الاقتصادية علي البلد العربية.
- تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعراق المحتل، وحضور الحاكم الأمريكي للعراق منتدى دافوس في الأردن هو تأكيد وإعلان بذلك، هذا فضلا عن استكمال تطبيع علاقات دول الخليج وغيرها من الدول العربية بإسرائيل.
- حمل سوريا ولبنان علي الإذعان للأطماع الإسرائيلية في الأرض السورية واللبنانية بقبول تسويات تضم أجزاء منها لإسرائيل وتنزع سلاح أجزاء أخرى تحقيقا للحدود الآمنة لإسرائيل وفقا لمفهوم الأمن الخارجي.

ليس في هذا التبني الأمريكي الإسرائيل الذي يملا قلوب الشعوب العربية غضبا علي أمريكا وكراهية لها أي سفه في التفكير أو السلوك السياسي للإدارات الأمريكية من منظور مصالحها العليا ، أي مصالح الرأسمالية الاحتكارية الاستعمارية الأمريكية.
ولأن المستعمرين الأمريكيين يعرفون أيضا أن احتلالهم الدائم للعراق أو غيره من الدول العربية هو إلي زوال طال الزمن أم قصر ، وأن مصالحهم ستحميها في نهاية الأمر القوة الإقليمية المرتبطة بهم التابعة والمنتجة لهم وهي إسرائيل ، فإنهم لن يتوانوا عن العمل مستفيدين من احتلال العراق والترتيبات التي يجرونها في المنطقة استنادا للقوة العسكرية علي تمكين الكيان الصهيوني من التوسع في أراضي الدول العربية المجاورة له، مرورا بتصفية المقاومة الفلسطينية واستمرار الهجرة اليهودية المنظمة إلي فلسطين وتهجير الفلسطينيين إلي العراق أو إلي الأردن قبل احتياجها هي وغيرها من الأراضي في دول الطرق العربية. قد تبدو هذه المخططات الإسرائيلية والميول والآمال الأمريكية عسيرة أو بعيدة المنال.

لكن ما الذي يجعلها كذلك بعيدة المنال غير مقاومة الشعوب العربية المظفرة؟


الخلاصــة

إن الحقيقة التي يجب أن لا ينساها أو يتناساها أحد من أبناء شعوبنا العربية، أن بلادنا بأسرها ستظل كما هي عليه الآن مطمعا للاستعمار الأمريكي ولقمة سائغة له ولأداته إسرائيل، ما لم تلحق شعوبنا الهزيمة الحاسمة بالاحتلال الأمريكي والإسرائيلي أو السيطرة العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية على بعض البلاد العربية وبعلاقات التبعية السياسة والعسكرية والاقتصادية الاستعمارية للولايات المتحدة التي فرضت من قبل والتي يراد فرض المزيد منها اليوم على باقي هذه الدول. وإلحاق الهزيمة الحاسمة بالعدوين الأمريكي والإسرائيلي أمر ممكن ولا بديل عنه إلا العبودية الدائمة للاستعمار والصهيونية. 


الجمعة، 6 ديسمبر 2013

بسطة عن حياة فقيد الإنسانية " نيلسون مانديلا "



( من مواليد 18 يوليو 1918 - توفي 5 كانون ثاني 2013) سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress : ANC) في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.
ولد في قبيلة الكوسا (Xhosa) للعائلة المالكة تيمبو (Thembu). درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة اومكونتو وي سيزوي المتشددة (Umkhonto we Sizwe : MK) في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.
مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.
أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. يتمتع ماندبلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه بإسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة"