الى كل متخاذل
أرسل له في مناسبة قدوم العام الجديد معايدة...
أيها المتخاذلين الجبناء من البشر
كل عام وأنتم أتمنى لكم في يوم من الأيام أن تشبهون البشر ...
يا عربّ مات فيهم الشرف واحتضرّ
يا عربّ صرخ فيهم الوطن حتى كفرّ
يا عرب تاجروا بربهم ودينهم في ليلة القدرّ
يا عرب صارت الخيانة عندهم وجهة نظرّ
كل عام وأنتم أتمنى لكم في يوم من الأيام ان تكونون من البشر ..
يا وطناً سرقوا منه الأمنّ والأمان
يا أرضاً بصقوا عليها في أقلّ من ثوان
يا ديناً جديداً أخترعوه لم نعرفه في الأديان
يا شعباً انقسمّ على نفسه بين إنسان وحيوان
كل عام وأنتم أتمنى أن تكونون من البشر
يا من صرتّم مضحكّة للبشرية
ووصمّة عارّ على جبين الانسانية
رفعتمّ كلّ شعارات العدالة والحرية
وأنتم تلهثون مثل الكلاب لأجل حورية
كل عام وأنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر
يا أمة عربية تحت التراب مؤودة
وكل أبوابها المفتوحة صارت مسدودة
ومن كثرة النكاح والنباح صارت مهدودة
وكل تاريخها العريق باعته في أيام معدودة
كل عام وأنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر
يا أمة عربية صارت في نظر الناس مُجرمة
أمة تقتل أبنائها كي تحافظ على أوطانها المسممّة
أمة تلهث وراء شهوتها مثل كلبة تركض وراء عظمة
وتغمض عيونها وتفتح سجونها لأن الشرف فيها صار تهمة
كل عام وأنتم أتمنى أن تكونون بشر
يا أمة صار الوطنّ فيها لعبة والدّين مصلحة وتجارة
أمة تعرف أن تركبّ النساء ولا تركبّ ركبّ الحضارة
أمة كلّ حواراتها الثقافية تدور حول الجنسّ والتختّ والدعارة
أمة كلّ شرفها العظيم صار محصور بشيء اسمّه غشاء البكارة
كل عام و أنتم أتمنى لكم ان تكونون في يوم من الأيام من البشر
يا قلوباً أقسّى من الحجرّ
يا عقولاً أسمنّ من البقرّ
يا أمة أنشقّ في زمانها القمر
ومازالت حتى يومنا هذا
تعيش تحت الأرض في الحفر ..؟؟"