Powered By Blogger

السبت، 16 نوفمبر 2013

جريح الثوة "مسلم قصد الله ": بعد أن قدّم ساقه فداء لتونس يكافئ بتعيين مخزي كحارس بمبيت

تتواصل مهزلة ساستنا في التعامل مع ملفّ جرحى و شهداء إنتفاضة 17ديسمبر 14 جانفي حيث فوجئت اليوم في لقاء مع الجريح " مسلم ورداني " الذي بترت ساقه لاحقا بفعل الإهمال الطبّي بعد رحلة علاج لازال يعاني الأمرّين لإتمامها لليوم . 

مسلم فوجئ اليوم بتعيينه كحارس بإحدى المبيتات الجامعيّة بالمنستير بمدّة  زمنيّة تناهز ال12 ساعة عمل بربّكم كيف لشخص حتّى و لو كان بوضع عادي قدّم الكثير لتونس بالرّضاء بهكذا تعيين مخزي و مذلّ فما بالك بمن قدّم أحد أعضائه في ربيع عمره عن سنّ لا تتجاوز ال25 سنة . أبهذا نكافئ أبطالنا ...؟؟؟؟ 
أذنبهم أنّهم ليسوا من أصحاب العفو التّشريعي العامّ ...؟؟؟؟
أذنبهم أنّهم أبناء شعب صادقين دافعهم الوحيد حين أصيبوا غيرتهم المفرطة على تونس و عشقهم الكبير للحياة ...؟؟؟
أبهذا يكافئ أسود حراكنا الثوري و نحن نكتفي بالمشاهدة صاغرين أبهذا نكافئهم أبهذا يكافئ دمهم المسكوب لليوم ...؟؟؟ 
سيكتب التارخ أنّنا يهوده لو واصلنا السّوت على هكذا تعاطي مهين لملف بهذه الأهميّة .... لك الله يا تونس لكم الله يا جرحانا يا جرحنا النديّ الذي لا زال ينزف دما لليوم .

سلافوي جيجيك: بعد الثورات العربية صار التغيير الجذري في العالم ممكنا

حاورته:  سميرة المنسي
نادراً ما تتطابق شخصية مفكر مع موضوعاته كالفيلسوف والمحلل النفسي والناقد السينمائي السلوفيني سلافوي جيجيك، فهيأته توحي بأنه قادم للتو من أدغال الثوريين القدامى، أو أنه لا يزال ثابتاً في إطار الصورة النمطية التي شكلتها كتب التاريخ عن جنون الفلاسفة. ولعل سخريته اللاذعة من الحدود المفروضة على مفاهيم حق الاختلاف التي رسمتها ثقافة ديمقراطية العولمة وما بعد الحداثة في أي سجال ديمقراطي، بالإضافة إلى أطروحاته حول مناطق اللاشعور التي لا يوجد فيها حسب نظرياته وعي زائف ووعي حقيقي، لأن الوعي بحد ذاته يكتنفه الغموض، هي من الأسباب التي جرَت خلفه ألقاباً مثل: أكثر الفلاسفة المعاصرين شهرة وإثارة للجدل، ونجم الفلسفة المتمردة، والفيلسوف الذي يرفض الحوار الفلسفي، والفوضوي الماركسي الذي يعترف بأن نهاية الرأسمالية لا يعلم بها غير الله.
يراهن سلافوي جيجيك على التغيير الراديكالي، ويعتبر نفسه شريكاً للفيلسوف الفرنسي آلان باديو في تحرير النظريات الفلسفية من الأقبية الأكاديمية، كي تساهم في قراءة معضلات حياتنا اليومية، وما يساعده على إتقان هذه المهمة تناغمُ قدرته الفطرية الفائقة مع مهاراته في توظيف الفلسفة وعلم النفس لفرض تصور مغاير للأشياء وصدم كل ما هو مألوف في الثقافة السائدة.
وهو يقول في السينما: تقوم هوليوود اليوم بدور مراسل صحفي من الجبهة الايديولوجية الأمريكية، بحيث تستدرج المشاهد ليشارك في سرد الضياع الذي يعصف بدوافع الذات الانسانية، وبما أن الشك عنصر أساسي من عناصر الموضوعية، فلا بد له ان يظهر في الشخصيات )التي إلى جانبنا(  وهذا  )الصدق(  يكشف بتقنية ذهنية وبصرية عالية )جانبنا المظلم( غير أن الإضاءة تحجب قراءة ما يدور في أعماقه، وفي المقابل فان أعداءنا ليسوا بشراً بل آلات قتل متصالحين بالكامل مع رغبات الانتقام. وجميع هذا يحشره الجيش الإسرائيلي ووسائل إعلامه دفعة واحدة في شخصيات عملاء الموساد الذين يطاردون الإرهابيين الفلسطينيين المهووسين بالانتقام. حينما نشاهد هوليوود الإسرائيلية لا يمكن أن نشعر بشيء آخر غير البغض الشديد تجاه شخصيات الموساد الذين يقومون بقتل الفلسطينيين بدم بارد وبدون حضور أي دافع من دوافع الذات وعدم يقينها، فهم غير مضطرين لتفسير ذلك لأن »قيامنا بواجبنا «يعني تحليل سياستنا العسكرية التي تحتم علينا تقديم الواقع الفعلي وليس إظهار الرحمة، مثلما يحتم على العالم أن يفهم أن الجندي الإسرائيلي ليس قاتلا ولا بطلا، وإنما بشر وقع في مصيدة التاريخ والحرب كما وأننا لن نسمح لوحشية الحرب أن تعرقل ممارسة حياتنا الحميمة«.
ولد سلافوي جيجيك في سلوفينيا وهي إحدى جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي السابقة عام 1949 ، وأصدر عشرات الكتب منها: الالتزام الصعب » و «من قال شمولية « ،» الدمية والقزم « ،» مرحبا بكم في صحراء الواقع » وآخرها «مرحبا بكم في الزمن المثير » وهو العمل الذي يقدم رؤيته للمتغيرات العالمية الراهنة والتي يمكن اختزالها في عبارته: التغيير الجذري أصبح اليوم ممكنا.
وفي هذا الحوار الخاص وافق جيجيك ضاحكا على طلب حصره في رؤيته السياسية للثورات العربية وعلى محاولة عدم التقافز بين نظرياته الفلسفية حتى لا أكتشف لحظة انتهائه من إثبات إحداها بأنه قد انتهى فعلا من عرض نقيضها.
 كيف ترى المشهد التالي: تصحو الشعوب العربية فجأة، فيصبح المستحيل ممكنا في العالم العربي، يسقط طاغية تونس ثم طاغية مصر، ينشغلالمجتمع الدولي في المراهنة على سقوط الطاغية التالي، يستشرس القذافي ويذكر الولايات المتحدة بأن الديكتاتوريات هي حصنها الوحيد ضد القاعدةوإرهابها الإسلامي، لا تجيبه واشنطن، فيعلنها حربا مقدسة ضد الغزو الصليبي، تستيقظ دول تحالف الناتو من ذهولها وتنسى انها تشكل  70% منالاحتياط العسكري في العالم.

● هذا المشهد يستدعي مقولة: أننا نرى الشر يرقص على أنقاضه، فالغرب الذي ألغى إرادة الشعوب العربية وتحالف مع طغاتها، ها هو يلتف على أزماته، ويحاول اقناع الشعوب العربية بأنه يرقص معه على أنقاض طغاته وليس على أنقاضه هو.
القضاء على الإرهاب الإسلامي وضمان حقوق المرأة في العراق وافغانستان كانت سردية الولايات المتحدة الأمريكية الرسمية، ولكن سياستها الحقيقية هي إنتاج الإرهاب والتطرف بأشكاله المختلفة، سواء كانت دينية او عرقية او قومية.
إن الدوافع الانسانية المفاجئة التي ساقتها قوات الناتو خلفها لاحتلال ليبيا، تشبه نادرة حدثت خلال الحرب العالمية الأولى، فقد بعثت ثكنة ضباط الجيش الالماني برقية إلى ثكنة ضباط الجيش النمساوي في ذلك الوقت تقول: الوضع في جبهتنا كارثي، ولكنه ليس جدياً، وكان رد ثكنة ضباط الجيش النمساوي: الوضع في جبهتنا جدي ولكنه ليس كارثياً. بهذه الصورة يعطي الغرب أولوياته. وما تمر به شعوب الدول العربية الأخرى قد يكون جدياً ولكنه ليس كارثيا، ووضع شعب اليمن لا كارثي ولا جدي. المشهد مثير للغاية، وربما نصبح في الايام القادمة شهودا على مرحلة لا تصدق وتتصف بالجنون الكامل.. هل يتوقع احد ان ترسل الامم المتحدة قوات حلف الناتو لتحرر الشعوب من طغاتها؟
حمى التغيير الدائرة في الوطن العربي تكشف الوجه الحقيقي لديمقراطية الغرب، وحربه على ما يسمى بمحور الشر والإرهاب الإسلامي، هل نعرف أحداً كان إرهابياً قبل ان تجنده المخابرات الأمريكية؟ والغريب ان الجميع يعرف ذلك، ويعرف كيف تخلق الولايات المتحدة أعداءها ولماذا تتخلص منهم. أظن باننا نقترب من ولادة مرحلة جديدة وخطيرة، وحتى ندخل فيها يترتب على يساريي العالم أولا تشييد تمثال ضخم لجورج بوش، لأن سياسته الحمقاء أطاحت بالهيمنة الأمريكية ودمرتها.
 هل لا تزال ثورة الشعب الليبي تحمل اسم الثورة بعد ان حملت سلاح حلف الناتو؟

 ●  لا ادري، ولكن ما يحدث أستطيع تسميته بالتوازن الكارثي، لأن الثورات العربية تمر في الوقت الراهن بمرحلة لا احد يستطيع المراهنة على نتائجها، ولكنها بكل تأكيد بارقة امل تشق طريقها بثبات لقلب دور العالم العربي الذي عمل الغرب على ترسيخه طوال الحقب الماضية، العالم العربي كان مجرد جدار عازل سد الطريق أمام أي تغيير محتمل داخله، أو ليعبر من خلاله إلى مناطق آسيوية وافريقية أخرى.
وأعتقد ان مصيبته الاساسية هي افتقاده القاعدة اليسارية العلمانية، وأتمنى ان يتدارك الشعب العربي ذلك وخاصة في ليبيا، ويسعى إلى احداثها، حتى لا يقع فريسة السياسة الدولية كما حدث في أفغانستان الثمانينات، وعليه ان يتعظ من فشل التجربة الاشتراكية في اوروبا الشرقية التي اكتفت بالوصول للسلطة.
الفيلسوف الفرنسي آلان باديو وضع ثلاثة أشكال مختلفة لفشل الثورة: الأول يتمثل في هزيمتها المباشرة من قبل عدو يسحقها ويخضعها ببساطة تحت سيطرته، والثاني يتمثل بالهزيمة التي يقودها النصر نفسه وذلك حين تتبنى الثورة المنتصرة مشروع عدوها ليصبح نظام ثورتها الداخلي، والثالث حين تصبح سلطة الدولة التي ناضل الشعب ضدها هي هدف الثورة لتنفيذ طموحات الشعب، وفي هذه النقطة يكمن فشل الثورة الحقيقي وربما الساحق، والتعريف الفطري الصحيح له هو: اكتفاء أي ثورة بالوصول إلى سلطة ترسخ فيها كل طاقاتها، يعادل خيانتها، لانها فشلت في استحداث بديل حقيقي لنظام اجتماعي وسياسي مرتبط بتفاصيل مجتمعها اليومية، وفي تبني إستراتيجيات متواضعة وبسيطة بعيدة عن السلطة، تعمل بألية شعبية مؤثرة هدفها التغيير الجذري والحازم.
أرى في الثورة المصرية انطلاقة تمرد الشعوب العالمي، وفيها أيضاً تتحدد هويتنا جميعاً، وبقدر وضوحها توضحنا، ولا تحتاج لتحليلات محللين اجتماعيين أو سياسيين، وهي على العكس من الثورة الخمينية في ايران التي لم يجد اليساريون الايرانيون في ذلك الوقت فيها طريقا اخر غير ارتداء عمامة الخميني لتهريب ايديولوجيتهم. في تونس ومصر كان الأمر عكس ذلك، لقد اضطر الاخوان المسلمون إلى اخفاء عماماتهم وتبني خطاب العدالة الاجتماعية والحرية العلماني، لم يجدوا مفرا من ترديد لغة المتظاهرين العلمانية وهذا برز جليا بالصلاة المشتركة في ساحة التحرير التي توحد فيها المصري المسلم والمصري القبطي، تلك الصلاة كانت الاجابة المثلى على رفض الشعوب العربية لأي عنف ديني وطائفي أنتجته حكوماتهم وسوّقه محافظو اوروبا الجدد. ثورتا تونس ومصر رد صريح على ان العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية والحرية هي التي تطالب بها الشعوب وليس الحرية الفردية أو حرية السوق الحرة. ومن جانب اخر عبرت ثورة مصر عن رفعة التضامن بين متظاهري ساحة التحرير ومتظاهري عمال ولاية ويسكونسين الأمريكية في نضالهم الذي لا يعرف عنه الكثيرون ضد حاكم الولاية ومشروعه الفاشي في القضاء على حقوق النقابات العمالية.
ان خيار الشعوب الوحيد في هذه الأوقات المثيرة هو الوحدة وفعل كل شيء يبدو مستحيلا ضمن النظام السياسي القائم، والايمان بان الواقعية لن تتحقق الا بطلب المستحيل، ومصر وتونس علمتانا ذلك.
كل ما ارجوه هو تغيير حقيقي ينهي هذه المرحلة المؤلمة من تاريخ الشعوب العربية لتستطيع شق مستقبلها بديمقراطية، ورغم عدم تفضيلي لما تسوقه مفردة «ديمقراطية » لانها تفتح الابواب حتى نقول: الديمقراطية تعني الديمقراطية الغربية، والديمقراطية الغربية تمر في أزمة حقيقية؟ وان سألنا بأي معنى، نجيب: لأنها فرغت من محتواها وهذا الأمر قد لا نلحظه بسهولة، بسبب ديمقراطيتها التسويقية، وبهذه المناسبة أحب دائما ذكر التالي: قبل أسبوع من الانتخابات البريطانية التي فاز بها توني بلير، كنت في بريطانيا، وشاهدت محطة تلفزيونية تجري تصويتاً بين مشاهديها على أكثر شخصية سياسية يكرهها الشعب البريطاني، أجمع الناخبون على اسم توني بلير، وبعد مضي أسبوع فاز توني بلير  أكثر شخصية سياسية يكرهها الشعب البريطاني بالانتخابات العامة، وهذه إشارة واضحة تؤكد فشل الانتخابات البرلمانية على قياس رأي الشعب واختياراته.
وقبل قبيل أعوام أعاقت الحكومة البريطانية تنفيذ اصلاحات تربوية، فقام الطلاب باحتجاجات اتسمت بالعنف والمواجهات مع رجال الأمن، هذه اشارة أخرى تؤكد ان الديمقراطية الرأسمالية لا تقيس نبض الشعب ولا تقترب من مطالبه الحقيقية، لذلك خرج الطلاب إلى الشارع لعرض مطالبهم، وسوف يخرج طلاب اوروبا وشبابها إلى الشارع مرة ثانية وثالثة، ليقولوا لا عمل لدينا ولا أمل.

 ولكن السؤال المطروح حاليا هو ماذا سيحدث غدا ومن سيجني ثمرة الثورة العربية السياسي، خاصة وان هناك اراء تقول ان موافقة العالم العربيعلى دخول قوات حلف الناتو ليبيا أوقع الثورات العربية في دائرة الفوضى الخلاقة التي صاغتها الولايات المتحدة في عهد بوش الابن وبدأت في تنفيذهابعهد اوباما؟

 ● ربما، فكل شيء يدل في الوقت الراهن على عولمة الحروب الأهلية لتحل محل نظام العولمة الذي خضعت له ملايين البشر في الحقبة الماضية، ويدل أيضاً على طلاق وشيك بين الديمقراطية والرأسمالية الذي تكشفه حالة الطوارئ المعلنة في الولايات المتحدة واوروبا ضد الهجرة غير الشرعية، لأن الراسمالية في أزماتها تتخلى عن ديمقراطيتها، الجميع يعرف كيف تخلت الولايات المتحدة عن الديمقراطية حينما عاقبت كل من رفض الحرب على العراق، وحينما تطابقت مصالحها مع مصالح البنوك إبان ازمتها الاقتصادية عام 2008 ، في ذلك الوقت كان على الجميع نسيان الديمقراطية لانها لا تحل الازمات. ربما بعد عولمة الحروب الأهلية، ستجد الولايات المتحدة الوقت الكافي للحديث عن الديمقراطية وعن غيابها هنا وهناك.

  ● هل تتفق مع الرأي القائل ان تعاطف مثقفي الدول الغربية مع متظاهري تونس ومصر بدأ عندما تأكدوا ان فلسطين غائبة من قائمة احتجاجاتهم؟

  ● ولهذا، هو تعاطف كاذب ومخادع، لأنه نابع من ثقافة المؤسسة الاستعمارية وشروطها، والدليل على ذلك الصراع الدائر بينهم حول كيفية تحويل مجرى ثورة الشعوب العربية لما يخدم المصالح الغربية. العالم أصبح متأكدا بان الثورة العربية سينبثق عنها نظام دولي جديد، والغرب يعمل على تأويل ثورات الشعوب العربية واحتوائها في أجندته، ويعمل مثقفوه في هذه الأثناء على تحديد سقف ثورات الشعوب العربية بالديمقراطية الرأسمالية، ويقولون ان الشعوب العربية تريد فقط تطبيق ما عندنا: الديموقراطية البرلمانية الرأسمالية الليبرالية، ولأنها لا تملك أيديولوجيا سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة سوف تطبق الديمقراطية الغربية. هذا النفاق برز أيضاً خلال الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الايرانية، فقد انبرى مثقفو الغرب للدفاع عن المعارض الايراني حسين موسوي وعندما اتضح لهم ان الرجل ليس مغرما بالليبرالية البرلمانية الغربية وانما يكافح من اجل ثورة ايرانية حقيقية رفعوا أيديهم واقلامهم عنه وقالوا: الموسوي يتفق مع الخميني ويعارض احمدي نجادي.
أكثر ما يزعج مثقفي الغرب هو الاعتراف بان وراء الشعوب العربية ثورة عربية اصيلة لانهم يعتبرون أي تغيير تطالب به المجتمعات الدولية يجب ان لا يخرج من نطاق الديمقراطية الغربية الرأسمالية، و غير ذلك لا يسمونه تغييرا، وانما تعصب قومي أو تطرف ديني.
ان الخطر الاكبر يكمن في تصديق وهم الديمقراطية الغربية وتحديد مبادئها الرأسمالية كصيغة نهائية لكل حركة تغيير تطالب بها الشعوب وذلك بهدف إجهاض أي محاولة لتغيير أسسها بشكل جذري، واعتقد ان الشعوب العربية تحتاج في هذه المرحلة إلى التحالف مع المعارضة الايرانية، خاصة في ظل الفراغ الهائل الناجم عن غياب مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب اليسارية الفاعلة، ومن غير ملء هذا الفراغ ستقع ثوراتهم في الهيمنة الغربية وسياستها الدولية الليبرالية، ومن افرازاتها التطرف الديني والطائفية التي لم تنته بعد في العراق وافغانستان.
 اذن هل اعتبار الديمقراطية الرأسمالية الاطار النهائي والمحدد لكل حركة تغيير تطالب به الشعوب هو الذي دفع مثقفي الغرب إعلان حالة الطوارئلحماية ديمقراطية اسرائيل من حرية الشعب العربي؟

●  بكل تأكيد، لقد قلت مثقفي الغرب وهذا يعني ان هناك ثقافة، وأول إنتاجات ثقافة الديمقراطية الرأسمالية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هي ثقافة الخوف من تهمة معاداة السامية التي أراحت ضمير المجتمع الغربي من محاسبة جرائم اسرائيل، كما أراحت ثقافة الخوف من تهمة الانتماء للشيوعية من محاسبة الولايات المتحدة على جرائمها في شتى بقاع الارض. ومن أبرز انتاجات ثقافة الديمقراطية الغربية اليوم، ثقافة الخوف من المهاجرين والإسلام. اوروبا الشرقية والغربية كانت تخضع حتى وقت قريب لسيطرة حزبين رئيسيين هما حزب اليمين  )الديمقراطي المسيحي المحافظ الليبرالي الشعبي الخ(  وحزب اليسار )الاشتراكي الديمقراطي الخ ( أما اليوم فان حزب اليمين هو من يتصدر الواجهة، ومن أجل نشر ثقافة عولمته الرأسمالية تسامح مع قضايا مثل حقوق الاقليات الدينية والقومية ودعا إلى الحرية الفردية مثل الاجهاض والحرية الجنسية أي بمعنى إعطاء الشخص حق النوم مع كلبين، ولكن ليس من حقه الانتماء لاي افق سياسي خارج المنظومة، ومن جانب اخر بدأ بتأسيس ودعم ميليشيات يمينية متطرفة لترويع المهاجرين وطردهم، واكبر مثال على ذلك ايطاليا برلسكوني، حيث اصبحت فوبيا الخوف من المهاجرين المطلب الوحيد الذي يحرك الناخب الايطالي عند صناديق الاقتراع.

أظن ان اللحظة المناسبة قد حانت لتدرك شعوب الدول الغربية لماذا تهدد الديمقراطية الحقيقية حريات الشعوب ولماذا لا يمكن لاسرائيل العيش الا في محيط مقموع ولماذا لا نفهم ان حرية الشعوب العربية هي الطريق الوحيد من اجل رؤية مصير ابعد من معاداة السامية. اسرائيل بالمناسبة تكشف يوما بعد يوم عن وجهها الحقيقي فهي دولة مغلقة على طائفيتها ومن يحاول انتقادها يتهم فورا بمعاداة السامية، وهذا ما حدث معي عندما كتبت عن طائفية اسرائيل في صحيفة ليموند. أنت فلسطينية وتعرفين ان أكثر ما يصيب اسرائيل بالهستيريا ويوقعها في حالة هذيان هو رؤية فتاة اسرائيلية برفقة شاب فلسطيني، هذه الظاهرة تحاربها دولة اسرائيل بكل الطرق، وفتحت مراكز الصحة النفسية لمعالجة هؤلاء الفتيات من ميولهن العاطفية تجاه الرجل العربي. وهذا يطرح السؤال التالي: ماذا يحدث لو لم يحدث شيء، والاجابة: لا شيء ومن هذا اللا شيء لا احد يرى حجم الصراع الحقيقي، لأن تحايل اسرائيل القذر وتسويق الغرب لديمقراطيتها حشر جرائم دولة اسرائيل في زاوية )نزاع متبادل بين طرفين(. عندما كنت أقول لاصدقائي الإسرائيليين اليساريين، أنظروا ماذا فعلت بكم إسرائيل، لقد سمحتم لها ان تحول ما قدمه اليهود عبر العصور إلى جرائم عنصرية، كانوا يجيبونني: قد يكون صحيحا اننا نضطهد الفلسطينيين، ونحرمهم من حقوقهم، ولكن هذا لا يعني ان نسمح لهم كل يوم باسقاط قنابلهم فوق رؤوسنا؛ لماذا لا يقبلون التعايش معنا؛ ولماذا لا يكفون عن ممارسة الإرهاب ضدنا. ولكن بعد نشر موقع ويكيليكس الحقائق التي تؤكد ان السلطة الفلسطينية في رام الله قدمت من أجل هذا التعايش الكثير، وكانت كريمة للغاية وبطريقة لم يتوقعها احد جاء رد هؤلاء الاصدقاء: بنسيان غزة ستصبح الامور افضل مع الضفة الغربية، وفي هذا الاتجاه المرعب تريد إسرائيل ان يسير مصير الشعوب العربية.

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

سورية صراع زائف ـــــــــــ" سلا فوي جيجك "19/9/2013

كلُّ ما هو زائف في فكرة التدخّل الإنساني وممارستها تفجّر وتكثّف بصدد سورية. صحيحٌ أنَّ ثمّة دكتاتوراً رديئاً، (يُزعم أنّه) يستخدم الغازات السامة ضدّ شعبه. ولكن من هم الذين يعارضون نظامه؟ يبدو أنَّ كلَّ ما تبقى من مقاومة ديمقراطية علمانية قد غرق الآن إلى هذا الحدّ أو ذاك في معمعة الجماعات الإسلامية الأصولية التي تدعمها تركيا والمملكة العربية السعودية، مع وجود قوي لتنظيم القاعدة في ظلالها.
بالنسبة إلى بشار الأسد، ثمّة ادّعاء على الأقلّ بأنّ سوريته دولة علمانية، لذلك لا عجب أن يميل الآن المسيحيون وغيرهم من الأقليات إلى الوقوف في صفّه ضدّ المتمردين السنّة. باختصار، نحن إزاء صراع غامض، شبيه على نحو مبهم بالثورة الليبية على العقيد القذافي. ما من رهانات سياسية واضحة، ولا دلائل على وجود ائتلاف ديمقراطي تحرري واسع، بل مجرد شبكة معقدة من التحالفات الدينية والإثنية التي تمارس عليها القوى الكبرى (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى) ذلك التأثير المفرط والحاسم. وفي مثل هذه الظروف، فإنَّ أيّ تدخل عسكري مباشر هو جنون سياسي ينطوي على مخاطر غير محسوبة. مثلاً، ماذا لو تولّى الإسلاميون الراديكاليون السلطة بعد سقوط الأسد؟ هل تكرر الولايات المتحدة ذلك الخطأ الذي ارتكبته في أفغانستان حين سلّحت الكوادر التي شكّلت لاحقاً كلّاً من القاعدة وطالبان؟
في مثل هذا الوضع المضطرب المشوَّش، وحدها الانتهازية قصيرة الأجل والمدمرة للذات يمكن أن تبرر التدخّل العسكري. وما إثارة الفظاعة الأخلاقية لتوفير غطاء عقلاني للتدخل القسري ("لا يمكن أن نسمح باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين!") سوى ادّعاء وخداع. وإذ يُواجَه المرء بأخلاقيات عجيبة تبرر الوقوف في صفّ جماعة أصولية إجرامية ضد أخرى مثلها، لا يمكن له إلا أن يتعاطف مع رد فعل رون بول على دعوة جون ماكين إلى تدخل قوي: "مع سياسيين كهؤلاء، من يحتاج إرهابيين؟".
لا بدّ من مقارنة الوضع في سوريا مع نظيره في مصر. لقد استقرّ قرار الجيش المصري الآن على كسر الجمود وتطهير المجال العام من المتظاهرين الإسلاميين، والنتيجة مئات، وربما آلاف القتلى، الأمر الذي يدفع المرء إلى أن يتراجع إلى الخلف قليلاً ليتأمّل الطرف الثالث الغائب عن الصراع الدائر: أين نشطاء احتجاجات ميدان التحرير قبل عامين؟ ألا يشبه دورهم الآن شبهاً غريباً دور الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، دور المراقبين السلبيين المندهشين؟ مع الانقلاب العسكري في مصر، يبدو كما لو أن الدائرة قد أغلقت على نحو من الأنحاء: المحتجّون الذين أطاحوا مبارك، مطالِبين بالديمقراطية، راحوا يجزون الدعم السلبي المنفعل لانقلاب عسكري ألغى الديمقراطية... ما الذي يجري؟
القراءة الأكثر شيوعاً هي تلك التي اقترحها فرانسيس فوكوياما، من بين آخرين، وهي تجري على النحو التالي: بصورة غالبة، كانت الحركة الاحتجاجية التي أطاحت مبارك ثورة الطبقة الوسطى المتعلمة، في حين اقتصر دور العمال الفقراء والفلاحين على دور المتفرّجين (المتعاطفين). ولكن ما إن فُتحت أبواب الديمقراطية، حتى تمكّن الإخوان المسلمون، الذين تشكّل الغالبية الفقيرة قاعدتهم الاجتماعية، من الفوز بالانتخابات الديمقراطية وشكّلوا حكومة يهيمن عليها المسلمون الأصوليون، إلى درجة أنّ النواة الأصلية من المحتجين العلمانيين تحولت ضدهم، لأسباب مفهومة، وباتت مستعدة لأن تؤيّد كل ما يوقفهم، بما في ذلك الانقلاب العسكري.
بيد أنَّ هذه الرؤية المبسّطة تتجاهل سمة أساسية من سمات الحركة الاحتجاجية. انفجار المنظمات متغايرة العناصر (من طلاب ونساء وعمال)، تلك المنظمات التي أخذ المجتمع المدني يعبّر من خلالها عن مصالحه خارج نطاق مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية. وهذه الشبكة الشاسعة من الوحدات الاجتماعية الجديدة هي المكسب الأساس للربيع العربي، أكثر من إطاحة مبارك بكثير. فهذه عملية متواصلة، بغض النظر عن التغيرات السياسية الكبيرة كالانقلاب. ذلك أنها تمضي أعمق من الانقسام الديني/ الليبرالي.
حتى في حالة الحركات الأصولية الواضحة، لا بدّ من الانتباه إلى عدم إغفال قوامها الاجتماعي. على سبيل المثال، عادةً ما تُقَدَّم "طالبان" باعتبارها جماعة إسلامية أصولية تُنْفِذ حكمها بالإرهاب – غير أنّهم حين استولوا على وادي سوات في باكستان، في ربيع عام 2009، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنهم أداروا "ثورة طبقية تستغل الشقوق العميقة بين مجموعة صغيرة من ملّاك الأرض الأثرياء والمستأجرين الذين لا يملكون أرضاً". ولكن، إذا ما كانت "طالبان" قد "أفادت" من محنة المزارعين و"أَعْلت التنبيه إلى المخاطر التي تواجه باكستان، التي لا تزال إقطاعية إلى حد كبير"، ما الذي منع الديمقراطيين الليبراليين في باكستان، ومنع الولايات المتحدة من أن "يفيدوا" بالمثل من هذه المحنة ويحاولوا مساعدة المزارعين الذين لا يملكون أرضاً؟ يتمثّل المعنى الضمني المحزن لهذا التقصير في أنّ القوى الإقطاعية في باكستان هي" الحليف الطبيعي" للديمقراطية الليبرالية ... والسبيل الوحيد أمام المحتجّين الديمقراطيين المدنيين كي يتلافوا تجاوز المتدينين الأصوليين الدينيين لهم هو إذاً باعتماد أجندة للتحرر الاجتماعي والاقتصادي أكثر راديكالية.
يعيدنا هذا إلى سورية: الصراع الدائر هناك هو في نهاية المطاف صراع زائف. والشيء الوحيد الذي ينبغي أن نبقيه في أذهاننا هو أنّ هذا الصراع الزائف يزدهر بسبب الثالث الغائب، أي بسبب غياب معارضة تحررية راديكالية قوية كالتي تبيّناها بصورة واضحة في مصر. وكما كنا نقول منذ نصف قرن تقريباً، لا حاجة بالمرء لأن يكون عالم أرصاد جوية كي يعرف إلى أين تأخذ الرياح التي تهبّ في سورية هذا البلد: إلى أفغانستان والأفغنة. حتى لو ربح الأسد بطريقة أو بأخرى وأعاد الوضع إلى الاستقرار، ربما يولّد فوزه انفجاراً مماثلاً لثورة طالبان التي سوف تجتاح سوريا في بضع سنوات. لا يمكن أن ينقذنا من هذا الاحتمال سوى إضفاء الطابع الراديكالي على الصراع من أجل الحرية والديمقراطية وتحويله إلى صراع من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
إذاً، ما الذي يجري في سورية هذه الأيام؟ لا شيء خاص حقاً، ما عدا أن الصين باتت أقرب خطوةً من أن تصبح القوة العظمى الجديدة في العالم في حين يثابر منافسوها على إضعاف واحدهم الآخر.

عن الغارديان، الجمعة 6 أيلول/سبتمبر 2013
ترجمة ثائر ديب

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

رسالة مفتوحة إلى وزير داخلية تونس: أقسى السجون وأمرّها تلك التي لا جدران لها.


الموضوع:اسحبوا عنّي جنسيّتي

إنّي الإنسان صفوان بوعزيز المولود ذات يوم لئيم بأرض تونس منحتني السلطة هوية تحت رقم 06085380 تتلمذت في مدارس هذه الرقعة.
عشقت رائحة هذه الأرض حتى ضننت أنّها وطن نموت من أجله و لكنّنا وجدناه وطن نموت على يده.
شائت الأقدار أن أولد في سيدي بوزيد و أن أتجوّل كرحّالة منذ صغري بين أرجاء الوطن من قرقنة الى صفاقس لأعود الى سيدي بوزيد ثمّ تنقّلت إلى العاصمة لأدرس بالمعهد العالي للغات الحية ثمّ كلية الاداب و العلوم الإنسانية بسوسة أين مارست العمل السياسي و النقابي داخل الإتحاد العام لطلبة تونس لأعود بعدها إلى منزل بوزيان.
ككلّ أطفال العالم حلمت أن أرى نفسي كريما..عزيزا.. يحميني قانون الوطن و يعطيني حرية التنقّل و العمل و المراسلة و المسكن لأنظبط بالمقابل لقواعده.
حلمت تحت النجوم أنّني حرّ... و حرّ... و حرّ...
فعل الزمان فعله فينا و كبرنا كبر الحلم و ظلّ أمل الطفل الحالم لم يكبر و بقي الأمل بالحرّية و العيش العادل في أرض هذا الوطن مجرّد حلما.
ككلّ شباب الإنتفاضة هلّلنا و فرحنا لخروج طاغية طمس أحلامنا و بدّد كلّ امالنا و أمانينا.
ظننت كحال الجميع أنّ الظلم زال و أنّنا حماة الدّيار و أصحاب الوصيّة و أنّنا السكان الأصليون لهذا الوطن. حرصنا على سلامة كلّ شبر منه و على أمن كلّ فرد فيه مراهنين في ذلك على شبابنا و عوّلنا على تجارب الماضي و دروس الحياة و أقسمنا أن لا عودة للظلم و القهر.
تبدّدت أوهامنا و أحلامنا وذلك بعودة دكتاتورية الدولة العميقة وارتجالية القرارات و تسلّط أصحاب الكراسي و النفوذ القادمين عبر البحار...من كانوا يراقبون ما يحدث في تونس من عنف و قمع للمتضاهرين عبر قنوات الجزيرة و فرانس 24 و روسيا اليوم و عبر مواقع التواصل الإجتماعي .. من كانوا يحاولون في لحظات احتضار الطاغية إيجاد الحلول له.
و عاد بنا الزمن إلى حقبة كنّا نظنّ أنّها زالت و انتهت...عاد بنا الزمن إلى الإيقافات و التتبعات العدلية و القضائية و محاولات إخماد و إسكات كلّ صوت حرّ و كلّ من يدافع عن قضايا المهمّشين و المفقّرين و الصنّاع الحقيقين للإنتفاضة عاد بنا الزمن إلى إغتيال كلّ من يحاول إصلاح واقع فاسد متردّ عاد بنا إلى سحق كل حرّ ثائر يقف في طريق محاولة ترميم النظام البائد لنفسه.

سيّدي الوزير:

هل هي دولة تلك التي تشنق صغار اللصوص و تعيّن كبارهم في المناصب السامية.
لقد قلت على لسان مظفّر النّواب:

سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان
وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير
ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها
وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر
سجون متلاصقة
سجان يمسك سجان....

سيّدي الوزير:
لن أطيل عليكم و أصمّ اذانكم بتعداد مشاكل وطني الموجوع انطلاقا من الإغتيالات إلى الإرهاب إلى غلاء المعيشة و تهديد الفنّانين و سجنهم و التعدّي على الصحافيين و المحامين و تركيع القضاة و النقابيين و هرسلة المناضلين و تشويههم و محاكمة شباب الثورة و تفقير المفقّرين و تجويع الجائعين.
كنت ولا أزال على يقين أنّ تغيير الواقع يحتاج إلى شباب قادر على الفعل و أؤمن شديد الإيمان أنّ على من يدّعي حبّه لهذه الرقعة الجغرافية أن يقف كحالي و يحاول الإرتقاء بما فعلناه إلى مستوى ثورة حقيقية.
تكاتفت كلّ الجهود من طرف السلط الجهوية لإخضاعي و تهديدي و تلفيق القضايا ضدّي و صدر في حقّي أكثر من ثلاث مناشير تفتيش منذ عام ونصف كانت شبيهة جدّا إلى نفس ممارسات النظام الذي اعتبرناه واهمين بأنّه بائدا من قبيل تكوين وفاق قصد الإضرار بالأملاك الخاصة و أملاك الغير و إضرام نار و تعطيل حرّية شغل وعمل.
لا أرسل رسالتي هذا طلبا للتخفيف أو المغفرة لأنّي لن أنحني أبدا و لن أصالح و لن أركع مهما كانت قساوة العقوبة و لا أطلب أيضا شفقة منك لأنّي لن أتنازل و لن أتراجع قيد أنملة عن مبادئي التي سأدافع عنها حتّى اخر قطرة من دمي.
إنّي أرسل طلبي هذا لسحب جنسيّتي و أنا مستعدّ للمحاكمة ليس كشاب تونسي بل كغريب عن هذه الأرض التي عشقتها وحرصت على سلامتها.
مستعدّ للمحاكمة كأجنبيّ سعى إلى تهديد أمن وطنكم و التعدّي على ثورتكم التي كنت أعتقد أنّي أحميها و أحاول وضعها على الطريق الصحيح صحبة رفاق النضال في هذا الوطن.
اعتبروني مسيحا دجّالا ظهر بأرضكم لزعزعة أمنكم لأنّه حقيقة يحزّ في نفسي كثيرا أن تحاكمني وطني الأمّ التي كنت مستعدّ للتضحية بنفسي في سبيلها.
إنّه من المؤلم كثيرا أن نكون أصحاب حقّ فنصير أصحاب سوابق

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

هــــــــــــــــي ...


هي بسمة أيّامٌه وردة مزينة جنينة أحلامٌه , بين شعرها يمد راسٌه و يخبِّي و جايعٌه و مرارة أيّامٌه, هي كل شيء حلٌو في حياتٌه النّور اللي يضوِي ظلام طريقٌه و يهدي السبيل لأشعارٌه يٌخرِج من صدرٌه يعبّر على أمرارٌه هي حِبر أقلامٌه , قبلاتها كانت دواء شفايف مرّرها وقت أهلٌه عليه فيه جارٌو حضنها كان له مهرب من واقع مرّ أصر على نكرانٌه هي بير أسرارٌه و هي حضٌن يستنى باش يجيه النوم بعد ما طال إنتظارٌه هي الي قلبه اختارها باش تكون أمّ صغارٌه هي الهواء اللي يتنفسٌه و هي أكثر من كل شيء في حياتٌه . 

حكام العالم..عصابات ولصوص الان باديو



 

سألني صديقي فيلسوف الشّارع ذات يوم:
- «هل تسلّم بأنّ مبدأ الرّبح يسيّر عالمنا اليوم، وأنّ الدّول العظمى تتغاضى عن ذلك؟»
نعم، ولكن ماذا تقصد؟ 
ماذا تسمّي الشّخص الّذي لا يخجل من أن يعلن قائلاً: «أسعى لتأمين مصلحتي، ولن أتردّد في التّخلّص ممّن كان صديقي في السّابق للحفاظ على أسلوب حياتي أو رفع مستواه»؟ 
إنّه رجل عصابة، فهذا نهج تتّبعه العصابات.
أصَبْت! لا يُخفى أنّ عالمنا تحكمه العصابات، منها من يعمل في الخفاء، ومنها من يعمل في العلن، والفارق ضئيل بين الاثنين.
لنفترض أنّك على حقّ... ماذا تستخلص من هذه الملاحظة إذًا؟ 
أجابني الفيلسوف بشيء من المكر: أستخلص أنّ باستطاعتنا التّحدّث عن كلّ ما يدور في عالمنا اليوم مستعينين بصور من اللّصوصيّة، كالرّعاة أو الحماة الدّوليّين، والملازمين، والقادة «الصّغار»، والسّفّاحين، وغيرهم...».
فقلت له بشيء من الشّكّ: كيف ذلك؟ 
أُنظر إلى التّغيير الّذي يطرأ على العالم راهنًا، حيث يحتشد يوميًّا وسلميًّا مئات الآلاف من النّاس لقول الحقيقة، حقيقة مفادها أنّ الزّعماء الّذين يحكمونهم منذ عقودٍ هم زمرة لصوص. وتكمن المشكلة في أنّ الزّعماء المحلّيّين الّذين تطالبهم شعوبهم بالرّحيل بلغوا سدة الحكم وتموّلوا وتسلّحوا على يد أقوى الرّعاة الدّوليّين، وهم اللّصوص المتمرّسون و«اللَّبِقون» من الأميركيّين والأوروبيّين، ذراعهم الأيمن. فللدّول العظمى مصالح استراتيجيّة في البلدان الّتي تشهد حاليًّا ثورات شعبيّة ضخمة، ولطالما استشرس الزّعماء المحلّيّون فيها لحماية المصالح الأجنبيّة. ما العمل إذًا؟ لن ينجح السّفّاحون في إخماد هذه الاحتجاجات المليونيّة غير المسلّحة، والّتي تعرف ما تريده حقّ معرفة وتقول الحقيقة كما هي، لا بل يجد الأميركيّون والأوروبيّون أنفسهم مضطرّين للتّصرّف بحذر والبقاء في الخلفيّة، فتراهم يؤيّدون المدّ الشّعبيّ على مضض.
سألتُ الفيلسوف متأمّلاً: «هل تشرف حقبة اللّصوصيّة العالميّة على الزّوال؟»
لو عرفت الشّعوب آليّة العمل من أجل نشر الوعي على المدى البعيد، لَتَغيّر المسار التّاريخيّ، إلاّ أنّ القوى العظمى «المتحضّرة» أعاقت مسارها... هل تعرف أنّ في الصّحراء النّفطيّة زعيم «صغير» يتولّى سدة الحكم منذ اثنين وأربعين سنة؟ 
العقيد! ولكنّه انتهى، فشريحة كبرى من الشّعب تطالب بقتله.
بدأت الثّورات في ليبيا على غرار سائر الدّول العربيّة، ولكنّها سرعان ما سلكت منعطفًا آخر، إذ تولّت مجموعات مسلّحة زمام الأحداث، فلم تعد الثّورة عبارة عن مظاهرات ضخمة تتفوّه بالحقيقة، بل اقتحمتها مجموعات صغيرة تتنقّل بسيّارات رباعيّة الدّفع حاملة رشّاشاتها تحت قيادة ضابط سابق للرّاعي المحلّيّ «الصّغير»، وتجتاز الصّحراء بأقصى سرعة لاحتلال قرىً لا يحميها أحد.
حتمًا يُرسل زعيم العصابة المصاب بالهستيريا السّفّاحين لتصفيتهم. كيف يعقل أن يصبّ هذا الوضع في مصلحة الرّعاة الدّوليّين الكبار؟ 
هنا تكمن العبقريّة! فالأميركيّون والأوروبيّون سيتولّون بأنفسهم تصفية عقيد الصّحراء.
كيف؟! ولكن في الأمر مخاطرة، فلطالما قدّم لهم العقيد خدمات كبرى ونفّذ أعمال الأوروبّيّين القذرة، لا سيّما بتدخّله المخيف ضدّ العمّال الأفارقة الّذين أرادوا بلوغ أوروبّا مرورًا بليبيا، ما جعله حارسًا شرسًا للبيت الأوروبّيّ.
عندما تمسي مصالح الرّعاة الدّوليّين الآنيّة على المحكّ، فهم لا يرحمون أبدًا، حتّى من قدّم لهم خدمة في الماضي... هذا ما تفرضه الحضارة!
ماذا يكسب الرّعاة الدّوليُّون عبر إرسال السّفّاحين «المتحضّرين» لمحاربة حليف الأمس؟ 
أوّلاً، يدخلون بعد طول انتظار المشهد السّياسيّ في دول تعجّ شوارعها بشعوب تصدح حناجرهم منذ أسابيع بهتافات صادقة، خصوصًا أنّ الرّعاة الدّوليّين كانوا مضطربين من كونهم خارج اللّعبة، يشاهدون كارثة هم تسبّبوا بها. وثانيًا، يستغلّون الحدث ليذكّروا العالم أجمع أنّهم القوّة وأنّهم السّفّاحون الفعليّون، وبالتّالي، ينبغي على الجميع أن يخشاهم. وثالثًا، يتصرّفون وكأنّهم يديرون العمليّات تحت شعار إحقاق الحقّ وإرساء العدالة والإخاء والحرّيّة، بحجّة أنّهم هدفوا إلى قتل رجل العصابة المحلّيّ، أو عميلهم «العزيز» سابقًا... ألا ينمّ ذلك عن شهامة؟ ورابعًا، يراهنون على أن تعيد الحرب الزّمن القديم، فإمّا أن يؤيّد المرء مسار العالم كما هو، حيث تسود القوانين الظّالمة، والانتخابات التّافهة، والسّفّاحون الدّوليّون، ويغلب مبدأ وحيد هو تحقيق الرّبح، وإمّا أن يعارض هذا المسار رافضًا الرّعاية الدّوليّة والقوانين الفاسدة، ومناديًا بوضع حدٍّ للّصوصيّة العالميّة.
كيف تفسّر إذًا أنّ دول العالم كلّها تقريبًا وافقت على قيام الأميركيّين وحلفائهم الأوروبيّين بحملة عسكريّة ضدّ عميلهم السّابق عقيد الصّحراء؟ 
أجابني الفيلسوف بحزن: إنّ الدّول تخشى التّجمّعات الشّعبيّة، ففي دولنا الغنيّة، حيث الطّبقة السّياسيّة المهيمنة قادرة على شراء ما لا يعدّ ولا يحصى من العملاء المباشرين وغير المباشرين، يرغب الشّعب فعلاً برؤية الدّول العظمى تمسك زمام الأمور تحت أسماء متأنّقة مثل «الأسرة الدّوليّة» أو «منظّمة الأمم المتّحدة». إنّ الرّأي العامّ والنّاخبين والإعلاميّين في دولنا فاسدون، والمبدأ الأساسيّ لشعوبنا هو الحفاظ على نمط حياتهم، وبالتّالي، تراهم غير مستعدّين بعد لرؤية المظلومين المصمّمين على قول الحقيقة يطيحون بمبدئهم.
ألهذا السّبب بتنا نرى عددًا متزايدًا من الأوروبيّين يمدح فجأةً جدارة حكّامهم بعد التّنديد بهم منذ فترة وجيزة فحسب؟ 
بالضّبط، لا بل أعدنا إلى السّاحة مجدّدًا «ثرثار النّخبة» الّذي ساعد في تقسيم يوغسلافيا سابقًا. هو عجوز اليوم، غير أنّه ما زال يساعد عند الحاجة.
وما زال لصًّا حتّى اليوم... 

سلافوي جيجك: لنبدأ التفكير الآن

سلافوي جيجك، فيلسوف اشتراكي من سلوفانيا ولديه إسهامات متعددة في الفلسفة الغربية الحديثة. يدعو في هذا المقطع الناشطين في حركات التغيير -مثل حراك احتلوا وول ستريت وغيره- إلى التوقف قليلاً لفهم العالم بشكل أفضل. فكما يقول “في القرن العشرين ربما حاولنا أن نغير العالم بسرعة شديدة، وقد حان الوقت لتفسيره مرة أخرى، فلنبدأ التفكير”.
https://www.youtube.com/watch?v=0t0pqA-AWOY&feature=c4-overview&list=UUBYgUTQqeE8rPcOXGgWZn8w
إذن من السهل أن تكون ضد الرأسمالية شكلياً.. لكن ماذا يعني هذا ؟
إنه سؤال مفتوح كلياً. وهذا هو السبب – مع كل تعاطفي مع حركة احتلوا وول ستريت- أن النتيجة تمثلت في درس بارتيبلي الذي يقول دائماً في إجاباته (أنا أفضل ألا…). رسالتي لحركة احتلوا وول ستريت هي : لا تلعبوا هذه اللعبة أبداً.
فهناك خطأ جوهري في النظام، والأشكال المؤسساتية الديموقراطية الموجودة ليست قوية بالكفاية لتحل هذه المشاكل. وبعد كل هذا هم لايملكون الحل ، ولا أنا. بالنسبة لي فإن حركة احتلوا وول ستريت مجرد إشارة لتنظيف الطاولة.
“لنبدأ التفكير الآن”
(..)
إذن نحن نواجه مسألة جادة. لنتذكر -وأنا أقول هذا كاشتراكي- أن بدائل القرن العشرين للرأسمالية والسوق قد فشلت بشكل فادح، مثل الاتحاد السوفيتي الذي حاول التخلص من هيمنة اقتصاد السوق المالي، ولكن السعر الذي دفعوه كان عودة للهيمنة المباشرة والعنيفة. إنك لن تستطيع حتى الفرار منها شكليا فعليك طاعة المجتمع السلطوي. وهذه مسألة خطيرة، كيف نلغي السوق دون أن نرجع مرة أخرى في علاقة العبودية والهيمنة؟
نصيحتي -لأني لا أملك إجابة مباشرة- هي في شيئين:
أ- لنبدأ بالتفكير. ولا تتأثر بالضغط الزائف على النشطاء بقولهم “افعل شيئاً، ولنفعل هذا وذاك” … لا ، الآن وقت التفكير. وقد أثَرْت بعض الأصدقاء اليساريين عندما قلت لهم أنه إذا كانت القاعدة الماركسية الشهيرة (الفلاسفة انشغلوا بتفسير العالم، والوقت قد حان لتغييره) فمن الممكن أن نقول اليوم (في القرن العشرين ربما حاولنا أن نغير العالم بسرعة شديدة، وقد حان الوقت لتفسيره مرة أخرى، فلنبدأ التفكير).
ب- أنا لا أقول أن الناس يعانون دائماً من الأمور المخيفة وأننا يجب علينا أن نجلس ونفكر فقط.. بل يجب أن نكون حذرين فيما نعمله. (…) نحن نرى النقاش المتواصل عن الضمان الصحي وأراه نقطة مهمة. لماذا؟ لأنه -من جانب- يمس الجذر الأساسي جداً في الايديولوجيا الأمريكية العادية (..) ومن الجانب الآخر فهذا الضمان الصحي الشامل ليس بتلك الفكرة اليسارية المتطرفة المجنونة.. إنه شيء موجودة بالفعل ويعمل بشكل جيد نسبياً كما في كندا وغالب الدول الأوروبية. إذن فالجمال يكمن في اختيار الموضوع الذي يمس جوهر ايديولوجيتنا، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نُتهم بتقديم أجندة مستحيلة مثل إلغاء الملكية الخاصة أو ماشابهها. لا بل هو شيء يمكن أن يتم، وقد تم بنجاح نسبي. فهذه فكرتي: في اختيار المسائل بعناية لتثير النقاش بين الجماهير حيث لا يُمكن أن نُتهم بأننا مثاليّون بالمعنى الاصلاحي السيء للكلمة.